ثلاث مهاراتٍ في الحياة علَّمتني إيَّاها كورونا!
يا لها من تجربة! على الرّغم من أنَّني لم أخض هذه التجربة بملء إرادتي، إلَّا أنَّني أقدّر قيمة ما أثرتني به من علم.
إليكم المهارات الحياتيَّة الثلاث التي تعلَّمتها من كورونا:
1. أن أكون يقظة:
كوني أمٌّ لأربعة أطفالٍ رائعين، وأدير شركةً ناشئةً، ولديَّ حياةٌّ اجتماعيَّةٌ نشطة، عادةً ما أقوم بأكثر من أمرٍ واحد في نفس الوقت: كتناول الطعام والرَّد على رسائل البريد الالكترونيِّ، كقيادة السَّيارة والاستماع إلى كتابٍ صوتيٍّ، كالإصغاء وتدوين الملاحظات، كحضور اجتماعٍ والتفكير في مشروعٍ يشغل بالي، حتَّى في مركز الاستجمام، إمَّا أنَّني أقرأ كتاباً أو أستمع إلى تسجيلٍ ما.
إنَّ فيروس كورونا قد اضطرَّني لأن أخفِّف من اندفاعي، فبدت لي الحياة مختلفة. هناك سعادةٌ في الإبطاء، وفي أن تعيش اللحظة. هذا لوحده كان كفيلاً بالحفاظ على معنوياتي مرتفعةً، على الرُّغم من أنَّ جسدي لم يكن بأحسن حال.
إنَّ عمليَّة الإبطاء نعمةٌ تمَّ إساءة فهمها، بأنَّها تقاعسٌ ومضيعةُ للوقت. تذكَّر أنَّه، أحياناً، من رحم الإبطاءِ يولد الإسراعُ. عندما تعطي لنفسك الإذن بأن تتريث، فإنَّما أنت تسمح لنفسك بأن تعيد شحن بطاريتها وتخزين الطاقة التي تحتاجها لتحثَّ الخطى. إنَّ زيادة مرونتك،يوميَّاً، بالانتقال من البطيء إلى السريع ثمَّ إلى البطيء مرَّةً أخرى، هو في صميم الحياة السعيدة. شكراً كورونا لهذا التذكير!
2. القبول:
إنَّ ما يخطر على البال هنا هو العادة الأولى من كتاب كوفي "العادات السبع للناس الأكثر فعالية": أن تكون مبادراً.
يقول كوفي: "لأنَّنا، بالفطرة، مبادرون، لذا، إذا كانت حياتنا نتاجُ ظروفٍ ساهمت في قولبتنا، فهذا لأنَّنا، بقرارٍ واعٍ منَّا أو بحكم العادة، قد ارتضينا لهذه الأشياء أن تتحكم بنا" وبقبولي لفيروس كورونا كظرفٍ لا يمكن تفاديه في تلك اللحظة، هو فقد سطوته عليَّ. إنَّ امتلاكي لمعنويَّاتٍ عالية قد ساعدني على أن أبقى، نفسيَّا، في طمأنينةٍ، وفكريَّاً أن أحدُّ من توقعاتي في هذه المرحلة الزَّمنيَّة. أنا أؤمن بأنَّ هذا قد ساعد في تسريع شفائي الجسدي.
3. التسليم:
هذا الأمر لايتعلق بكوننا سلبييِّن أو لامبالين. بل على العكس، إنَّ هذا الأمر يتعلق بالتخلِّي عن مقاومة ما هو خارجٌ عن نطاق سيطرة المرء. إنَّ هذا التخلِّي يحصل بعد أن نقبل الأمر على ما هو عليه، ثمَّ، بعد ذلك، الإذعان له على نحوٍ فعَّال، وذلك بركوب موج اللحظة، دون أن نحاول أن نغيِّرها، لأنَّ ذلك ليس ممكناً. أنا ما زلت أقوم بدوري هنا: من عزلٍ لنفسي، وتناول سوائل كثيرة، وفيتامين سي مع الزنك، وممارسة التنفس الإرادي، واستخدام بعض الزيوت العطريَّة، والاستماع إلى الترددات الصوتيَّة التي تقوِّي الجهاز المناعي، أتناول أدويتي وأخلد للراحة. إنَّ هذا هو كل ما أمكنني فعله في تلك اللحظة، لأساعد نفسي.
إنَّ الدرس الأكبر من هذه التجربة هو أنَّ: التفكير في المستقبل أمرٌعظيمٌ ولا شكّ، ولكن عندما تكون في راحةٍ نفسيَّة، لأنَّ طاقتك الإبداعيَّة، عندئذٍ، تكون طليقة العنان. وعقلك منفتحٌ لكل الاحتمالات، وتشعر بالقوَّة والمقدرة. لكنَّ التفكير في المستقبل ليس بالفكرة الجيِّدة للغاية،عندما تشعر بالإحباط.
هل سبق لك أن فكَّرت بمستقبلك وأنت في حالةٍ من اليأس؟ ماذا وجدت؟ بالضبط! إنَّه ليس بالضرورة أن يكون حقيقيَّاً، لكنك ستجعله في النهاية حقيقيَّاً، إذا ما أبقيت تركيزك مسلَّطاً عليه.
لذا، تذكَّر أنَّ الكون يسير في نظامٍ دوراني. هذا ينطبق على حالتنا النفسيَّة، فهي تتنقل ما بين مرتفعاتٍ ومنخفضات. إذا كنت لا تشعر بذاك القدر من الارتياح، عشِ اللحظة! وابقَ حاضراً!، واسمح للتجربة أن تمر! تجنب الخوض في المستقبل آنذاك! إنَّها سوف تمرُّ!
عندما يجود المزاج، سافر بأحلامك! عندما يسوء المزاج، ساير اللحظة، لا تقاوم!