top of page
الاختيار الجيد في مقابل الاختيار السيئ
فكر في اختيارٍ جيد قمت به مؤخراً.
الآن، فكر في اختيارٍسيئ، أو ليس جيداً بما يكفي.
ما الذي تظن أنه قد خلق الفارق بين الاثنين؟
إنّ اكتشاف ذلك بطريقةٍ بسيطةٍ يتم من خلال عدسة قيمك الشخصية. إنّك تملك مجموعتك الخاصّة بك من القيم الشخصيّة والتي تميّزك. هذه بعضٌ من الأمثلة عن القيم الشخصيّة: السباحة، القراءة، الضحك، ألعاب الكمبيوتر، الحيوانات، القهوة، السيطرة، الاستقلالية، المال، الأسرة، الشطرنج، الرقص، اليوغا، التأمل، التقدير، التغيير، الشعر، النزاهة، التسليّة، السلام، الكرم، الفعل، التفكر، اليسر، السرعة...
كلُّ شيء ذو قيمةٍ للشخص هو قيمةٌ شخصيّة.
إنّ الأمر بهذه البساطة التي يبدو عليها. إنّ تحديد القيم الشخصيّة يتطلب قدراً كبيراً من الصدق مع الذات، لأنّه من الممكن أن يكون هناك بعض القيم التي نأمل بامتلاكها. نحن نسمّي هذه القيم بالقيم المنشودة. لكن في واقع الأمر، ما هو مهمٌّ بالنسبة لنا الآن قد يكون شيئاً مختلفاً تماماً، وهذا هو ما نسمّيه بالقيم الفعليّة.
بالطبع، يمكنك دائماً أن تعدّل من قيمك الفعليّة و تشقّ طريقك باتّجاه قيمك المنشودة. تذكّر فقط أنّ قيمك الفعليّة هي من يقود اختياراتك في الوقت الراهن.
إنَّه أمرٌ بديهي أن تشعر بالرضا عندما يتم أخذ قيمك الفعليَّة بعين الاعتبار، و أن تشعر بالإحباط عندما يُداس عليها أو يتم انتهاكها.
تضع الحياة ألواناً مختلفةً من الناس في طريقنا و تدعونا إلى التعامل مع مواقف متنوّعة. و نتيجةً لذلك، نحن نطوّرالعديد من القيم التي تساعدنا على القيام بمسؤولياتنا و على أن نكون سعداء. بسببٍ من هذا التنوع، قد يكون لدينا قيماً متناقضة. هنالك مجموعةٌ معيَّنةٌ من القيم تظهر إلى الواجهة، بينما تتنحى القيم الباقية جانباً. هذا يتوقف على الأمر الذي نتعامل معه. لذا،قد يكون لدى الشخص نفسه قيمتين متناقضتين، لكلٍّ منهما وقتها الخاصّ الذي تظهر به. هذا هو الحال غالباً.
على سبيل المثال، ديانا لديها كلتا قيمتي الصداقة و الاختلاء بالنفس. عادةً ما تتمتّع بالوقت عندما تكون وحيدةً بعد عودتها من العمل خلال الأسبوع. أمَّا في نهاية الأسبوع، فتلتقي هي مع أصدقائها. و يخططون للقيام ببعض الأنشطة المسلّية معاً. ما الذي يمكن أن يحدث، برأيك، إذا لم تحقق التوازن بين الأمرين؟ هل هو الإنهاك؟ ربما!
في علاقاتنا، إنَّ مطابقة الاختيارات مع القيم الشخصيّة و مع الآخرين قد تلقى تحدّياً، و لكن ليس بالضرورة. إنَّ بناء التوافقات ووضع الحدود، هنا، يمكن أن يقطع شوطاً طويلاً.
إنَّ غالبيّة الناس يعيشون يومهم غير مدركين لمجموعة القيم التي يتم توجيبها في لحظةٍ معيَّنة مما يعرّضهم لخطر القيام بردّ فعلٍ على ما يصادفونه في طريقهم بدلاً من امتلاك حريّة الاختيار. إنَّ رد الفعل أمرٌ ضروري لبقائنا، هذا صحيح، لكنّه دائماً ما يقف عقبةً في طريقنا إلى النجاح.
أن تكون مدركاً لقيمك الشخصيّة الفعليّة و أن تطابق كلّ اختيارٍ لك مع تلك القيم، لا يزيد فقط من إمكانيّة حصولك على ما تريد، بل يساعدك أيضاً على أن تبقى في سلامٍ و راضٍ خلال تلك العمليّة، حتّى و لو لم تحصل على ماتريده في النهاية.
لذا، طابق أولاً قبل أن تأخذ أو ترفض أيَّ شيئٍ أو فكرةٍ أو اقتراحٍ أو عرضٍ أو فعلٍ أواندفاع.
إنَّني أدعوك الآن إلى أن تدوّن قيمك مستنداً إلى الأسئلة الآتية:
-
اذكر تجربةً مثاليّةً شعرت خلالها بالارتياح فعلاً!ما الذي حدث آنذاك؟ما الذي كان جيّداً فيها؟
-
اذكر تجربةً مخيّبةً!ماذا حدث آنذاك؟ما الذي كان مخيّباً فيها؟
-
ما هو فيلمك المفضَّل؟ما الذي يعجبك فيه؟
-
من هو مثلك الأعلى؟ما الذي تقدّره فيه أو فيها؟
-
ما هو نشاطك المفضَّل؟ما الذي يجعله مثيراً؟
-
ما هو مكانك المفضَّل في هذا العالم؟ماذا تحبُّ فيه؟
-
دوّن أولوياتك العشر الأعلى في حياتك اليوم!
أرجو أن تلاحظ أنَّ هناك مئات الأسئلة التي يمكن أن تسألها لنفسك لكي تحدّد قيمك. إنَّ الأسئلة المذكورة أعلاه جيّدةٌ فقط لأن تجعلك تبدأ، إن لم تكن قد بدأت بالفعل.
اقرأ أجوبتك و تعرَّف على قيمك مما قد عبَّرت عنه فيها. تهانينا.
الآن، أنت لديّك بعض القيم المحدَّدة. استخدم هذه القائمة لتبقي نفسك تحت المراقبة. عندما يحصل إحباطٌ ما فإنَّك ستلمس أيّ القيم قد تمَّ الدوس عليه بعد ذلك سيبدو واضحاً أين سنقوم بتصحيح الأمور.
المطابقة قبل الأخذ أو الرفض
bottom of page