top of page

هل تأتي خياراتك من مكان يسكنه الحب؟ أم من مكان يسكنه الخوف؟

ما الذي يقودك أو يدعوك إلى العمل كل يوم؟ 
ما الذي يجعلك تسعى للاحتفاظ بعلاقة ما؟ أو يجعلك تتوقف عن هذه العلاقة؟ 
لماذا ترتدي ثيابك بهذه الطريقة؟ 
ما الذي يدفعك للذهاب إلى صالة اللياقة؟ أو عدم الذهاب إليها؟

كل خياراتك تأتي، إما من مكان يسكنه الحب (بما فيه من سلام و فرح و قبول و شجاعة)، أو من مكان يسكنه الخوف (بما فيه من غضب و ذنب و عار و لامبالاة ). إنك إما تسير باتجاه شئ ٍما بدافعٍ من (حب)، أو تسير مبتعداً عنه بدافعٍ من (خوف).

أجل، إنّ الخوف مطبوع في أدمغتنا و هو ضروري لبقائنا. لقد قيل: إنّه من المهم أن تدرك أنّ الخوف لا يفعل بك خيراً بعد الثلاث ثوانٍ الأولى من إثارته في نفسك، ما لم تكن، فعلاً، تجري لإنقاذ حياتك أو تقاتل من أجل الحفاظ عليها.

عندما تزداد حالة الحب، فإنّها تحرّر  ما تعرّضت له طاقتك من أسرٍ أثناء خوفك. هذه الطاقة تتيح، على سبيل المثال لا الحصر: صفاءً في الذهن، و جهاز  مناعةٍ أقوى و تركيزاً أدق، و حنكةً و إحساساً عاماً بالخير والسعادة.

إليكم هذه القصة المقتبسة من كتاب"Co-Active Leadership" لكارين و هنري كيمسي-هاوس. هذه القصة توضح بشكلٍ جميل الفرق ما بين حالتي الحب و الخوف:

امرأتان تفقدان أبويهما، الأخيرين الأحياء من والديهما، بسبب السرطان. بالنسبة لإلويس، لقد كانت رحلةً رهيبةً و ساحقة. حياتها حافلةٌ جداً، مثقلةٌ بمتطلبات عملها و تحديات تربية أطفالها الثلاثة.هي تحب والدها كثيراً جداً، لكنها في أعماقها خائفةٌ جداً مما يحدث لها و لأبيها. إنّها غاضبةٌ جداً.لماذا يجب أن يحدث هذا لها؟ لماذا يجب أن يحدث هذا لأبيها؟ هي تكره أن تفقد السيطرة و تكره ذلك الإحساس بأنّها عاجزةٌ عن التأثير في مسار الأمور. لقد فعلت ما بوسعها للعناية بأبيها، لكنها تجد صعوبةً بأن تتحدث عمّا يجري في داخلها. إنّه مريضٌ للغاية، و هي لا تريد أن تضايقه بذلك. عندما توفي والدها شعرت بحزنٍ عميق و فراغٍ هائلٍ أيضاً.

بالنسبة إلى جانيس، فإنّ الرحلة كانت عبارة عن انكسارٍ في القلب و نقطة تحوّل. إنّ حياتها مليئةٌ بعملٍ شاق وتحدي تربية أطفالها الثلاثة. لكنها تريد أن تقضي أكبر وقتٍ ممكن مع والدها. لذا، هي تحدثت مع الآخرين في العمل و مع أفراد أسرتها و التمست دعمهم، سائلةً إياهم أن يقوموا ببعض المهام الموكلة إليها عادةً. لقد سارا، هي و والدها، معاً في هذه الرحلة، و كثيراً ما تحدثا عن الموت و ما يعنيه لكلٍ منهما. عندما توفي والدها شعرت بحزنٍ عميق، و امتنانٍ عظيم لهذه النعمة: أن تتشارك و إياه هذا الطريق.

القصتان تصفان نفس الوضع. ومع ذلك، فإنّ تجربتي المرأتين مختلفتان تماماً. نعم, لقد قامتا بنفس الاختيار، و لكنّ مصدر هذا الاختيار يبلغنا عن نوعية التجربتين و نتاجهما.

إنّ ما تفعله ما هو إلاّ رأس جبل الجليد،و ما يكمن تحته يحدّد نمط الحياة التي تحياها.

bottom of page